الاثنين، 3 سبتمبر 2012

فندق مخصص لإستضافة الأموات فقط يفتتح أبوابه في اليابان



في أحد ضواحي مدينة Yokohama في اليابان يقع هذا النزل الغريب الذي يبدو من الخارج كبقية الفنادق في المنطقة ولكنه في واقع الحال ليس بالفندق الطبيعي فهم مخصص للأموات !.
صورة لعاملة عند أحد نزلاء الفندق .

جميع النزلاء البالغ عددهم 18 عبارة عن جثث هامدة محفوظة في أكفان مبردة بانتظار دورهم على المحارق التي تعاني ضغطا كبيراً في المدينة ، تكلفة الكفن الواحد 12.000 ين ياباني أي 157 دولار أمريكي .
الفندق مزود بنظام تخزين آلي موجود خلف النوافذ المزينة بالورود على واجهة الفندق يقوم بخزن وتبريد الجثث المكفنة كما يقوم بتوصيل الجثث إلى غرف صغيرة للسماح لأهل الميت وأصدقائه بزيارته في أي وقت من الليل أو النهار بمجرد دفعم للمستحقات المالية .
صورة للغرف التي يتم توصيل الجثث فيها من خلال نظام التخزين الألي .

بجانب إستضافة الأموات يبيع الفندق مستلزمات خاصة بمراسم الجنائز مثل هذه المسابح اذ يهتم اليابانيون بمراسم الجنائز كثيراً فهم ينفقون ضعف ما ينفق الأمريكيون على الورود والسلال والأكفان وقد أصبحت تجارة الموت من التجارات المزدهرة في السوق الياباني الكاسد ففي السنة الماضية بلغت الزيادة في عدد الوفيات 55.000 وفاة عن السنة الماضية وقد أرتفع معدل الوفاة السنوي في اليابان إلى 0.95% وهو أعلى من المعدل العالمي البالغ 0.84% .

يقول مدير الفندق أن فترة الأنتظار على محرقة الأموات في يوكوهاما هي إربعة أيام على الأقل ولذلك كان وجود مثل هذا الفندق ضرورياً حتي لا يضطر الناس لحفظ جثث أقربائهم وأصدقائهم في منازلهم .
صورة لعاملين في الفندق يهيئون مكان الإقامة لنزثيل جديد .



علماء أميركيون يحفظون الجثامين لإعادتها إلى الحياة مستقبلاً


تختلف النظرة إلى الموت من ثقافة إلى أخرى ، فالبعض ينظر إلى الموت بإعتباره مجرد تاريخ لإنتهاء صلاحية الجسم ، وهناك من يعتبره نهاية لمرحلة وبداية لمرحلة أخرى ، وهناك من يرى أنه فراق بين الروح والجسد .
لكن مجموعة من العلماء والباحثين الأميركيين يتعاملون حالياً مع لغز الموت من منطلق كونه « حادثة طبيعية اعتباطية » ، وعلى هذا الأساس فإنهم يعتبرونه مجرد « مشكلة هندسية طارئة » من الممكن التوصل مستقبلاً إلى حل لها وبالتالي إعادة الجثمان إلى الحياة .

العلماء والباحثون التابعون لـ «مؤسسة الكور لإطالة الحياة» يمسكون بزمام الريادة في مجال علم الـ «كريونيكس» ، وهو علم يختص بحفظ الجثامين البشرية في درجات حرارة فائقة البرودة على أمل ان يتوصل الطب في المستقبل الى طريقة لإعادتها الى الحياة بشكل طبيعي .
لكن حفظ الجثمان بطريقة الـ «كريونيكس» لا يعني تجميدها بالطرق التقليدية مثلما شائع على نطاق واسع، بل أن الأمر يشتمل على خطوات إجرائية علمية تبدأ بحقن جسم الشخص الميت بمادة مضادة للتجمد بمجرد ان تشير الاجهزة إلى أنه قد فارق الحياة .
والهدف من الحقن بتلك المادة هو ان تصل سريعاً الى كل خلية من خلايا الجسم عن طريق الدورة الدموية .
ويقول العلماء ان عملية الحقن تلك تضمن عدم تجمد سوائل الجسم وتسمح تاليا بتبريد الجثمان مع استمرار سيولة الدم وغيره من السوائل الحيوية التي تفسد عادة اذا تحولت الى بلورات متجمدة .
وعقب عملية الحقن بالمحلول المضاد للتجمد ، يتم وضع الجثمان في نيتروجين سائل في داخل حاوية إسطوانية مخصصة لذلك الغرض ، وهي الحاوية التي يبقى الجسم محفوظاً فيها عند 196 درجة مئوية تحت الصفر .
وعلى الرغم من أن فكرة حفظ الجثامين بالتبريد بهدف إعادتها إلى الحياة يوما ما كان يُنظر اليها في الماضي باعتبارها مجرد خيال علمي محض أو بإعتبارها إجراء غير أخلاقي ينتهك حُرمة الموتى ، فإن الرئيس التنفيذي لمؤسسة «الكور» ماكس مور يؤكد على أن هذا الأمر ممكن تحقيقه على أرض الواقع في المستقبل، منوها إلى أن علم الـ «كريونيكس» يسير في طريقه حالياً نحو إكتساب شرعية ومصداقية في نظر شريحة لا بأس بها من العلماء .
صحيفة «ميترو» البريطانية نقلت عن مور قوله : «لقد تراجعت وتيرة الرفض والعداء إزاء ذلك العلم إلى درجة أنه يمكننا القول أنه بات مقبولاً على نطاق ملموس بين شريحة واسعة من الأطباء الذين كانوا يستهجنون الفكرة في الماضي .
وأشار مور إلى ان أعضاء فريقه ينسقون مع مسؤولي المستشفيات ومع المرضى الراقدين على فراش الموت ، وذلك بهدف الحصول على موافقة أولئك المرضى كي يتم حقن أجسامهم بالمحاليل المضادة للتجميد فور وفاتهم تمهيدا لتخزين الجثامين في النيتروجين السائل .

الإسطوانة التي يحفظ فيها الجثمان بطريقة الـ كريونيكس .
وأوضح مور أن الفضل في ذلك التجاوب من جانب الأطباء والمرضى يكمن أساسا في اقتناعهم وتفاؤلهم بأنه سيكون من الممكن في المستقبل أن يتوصل العلم إلى طريقة لإعادة تلك الجثامين إلى الحياة ، ولاسيما في ظل التطورات المذهلة التي تحققت في مجالات تقنيات معينة مثل تكنولوجيا النانو التي يمكن الإستفادة من تطبيقاتها في إصلاح وإعادة تشغيل خلايا وأنسجة الجسم .
ويؤمن علماء وباحثو مؤسسة «الكور» أن مثل تلك التقنيات الطبية ستتمكن في المستقبل غير البعيد من التوصل إلى حلول نهائية وجذرية لكثير من المشاكل والأمراض الحالية التي تفتك بأعضاء الجسم البشري وتؤدي الى الموت .
ومن هذا المنطلق يرى العلماء ان علم الـ «كريونيكس» يصبح منطقيا ومبرراً إذ أنه يحفظ الجثامين البشرية سليمة حتى يأتي اليوم الذي يتمكن فيه الطب من إيجاد حلول لمشاكل الأعضاء .
وتعليقا على ذلك قال الدكتور مارك موريسون الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمعهد تكنولوجيا النانو في مدينة غلاسغو الإسكتلندية : «استطيع ان أتفهم انه سيكون لعلم الكريونيكس تأثير كبير على أبحاث الخلايا الجذعية وعلى الأبحاث المتعلقة بوظائف أعضاء الجسم ، لكنني أعتقد ان مسألة إعادة الوظائف والحياة الى أعضاء معينة - كالمخ مثلاً - ستحتاج إلى وقت طويل جداً قبل أن تصبح ممكنة» .
وأوضح الدكتور موريسون أن «التحدي يكمن في أنه من الصعب جداً حفظ مئات مليارات الخلايا العصبية التي يتألف منها نسيج المخ البشري ، علاوة على تعقيد العلاقات بين تلك الخلايا من جهة وبين التفاعلات التي تشكل شخصية الفرد» ، منوها إلى أنه حتى لو استطعنا حفظ المخ وإعادته الى الحياة مستقبلاً ، فإنه سيكون من الصعب أن يستعيد ذلك المخ السمات الشخصية نفسها التي كانت تميز الشخص قبل حفظه .
وفي مقابل دفع 800 دولار كرسوم سنوية، يتولى مسؤولو مؤسسة «الكور» حفظ الجثمان بطريقة الـ «كريونيكس» وهي الرسوم التي تشتمل أيضا على حفظ مجموعة من متعلقات صاحب الجثمان الشخصية كي تتم إعادتها اليه إذا عادوا إلى الحياة في المستقبل على أمل أن تساعدهم على أن يتذكروا ماضيهم .
وتستوعب كل إسطوانة تخزين 4 جثامين ، ويقول مسؤولو آلكور أن المؤسسة تحتفظ حاليا بـ 111 جثمانا في إسطوانات من بينها 35 جثماناً كاملاً والبقية رؤوس فقط من دون أجسام .
ويتعين على من يرغب في حفظ جثمانه كاملاً أن يستخرج وثيقة تأمين بقيمة 200 ألف دولار أميركي بينما يتعين على من يرغب في حفظ رأسه فقط أن يستخرج وثيقة تأمين بقيمة 75 ألف دولار .
ونقلت «ميترو» عن أحد أعضاء فريق الكور ، ويدعى مارك فولكر (56 عاماً) ، قوله أنه أوصى بأن يتم حفظ جثمانه بعد وفاته بطريقة الـ «كريونيكس» ، مشيراً إلى أنه اتخذ ذلك القرار لسببين أولهما هو انه يحب الحياة وثانيهما هو أنه يؤمن تماماً بأنه سيأتي اليوم الذي يتمكن العلم فيه من إعادة الحياة إلى الخلايا التي توقفت عنها .